الفرق بين تحرير سعر الصرف والتعويم من الأمور التي يبحث عنها عدد ليس بقليل من الأفراد في الآونة الأخيرة، خاصةً أن المصطلحان مترابطان بشكل كبير، ويشيران إلى نظام تحديد سعر صرف العملة، كما أنهما من المصطلحات المعقدة التي تلعب دورًا مهمًا في اقتصاد مختلف دول العالم، وعبر الفقرات التالية لموقع نسلط الضوء على معرفة الفارق بين تحرير سعر الصرف والتعويم، وكل ما يخصهم في عالم الاقتصاد.
الفرق بين تحرير سعر الصرف والتعويم
تحرير سعر الصرف و التعويم مصطلحان مترابطان يشيران إلى نظام تحديد سعر العملة، بينما يشير التعويم إلى طريقة تحديد سعر العملة، فإن تحرير سعر الصرف يشير إلى فلسفة أوسع تتعلق بتدخل الحكومة في سوق الصرف الأجنبي، وبشكل أكثر دقة فإن:
سعر الصرف
- هو عدد الوحدات النقدية التي يجب عليك تبديلها من عملة محلية للحصول على وحدة واحدة من عملة أجنبية.
- بعبارة أخرى، هو السعر الذي يتم به تبادل العملات المختلفة.
- فإذا كان سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري هو 18.50 جنيهًا مصريًا، فهذا يعني أنك ستحتاج إلى 18.50 جنيهًا مصريًا لشراء دولار أمريكي واحد.
- لسعر الصرف عدة أنواع متمثلة في:
| سعر الصرف الآني | هو السعر الذي يتم به تبادل العملات في الوقت الحالي. |
| سعر الصرف لأجل | هو السعر المتفق عليه لتبادل العملات في تاريخ محدد في المستقبل. |
- أما عن العوامل التي تؤثر على سعر الصرف فتتمثل فيما يلي:
- يتأثر سعر العملة بالعرض والطلب في السوق.
- كما تؤثر معدلات الفائدة على جاذبية العملة، حيث تميل العملات ذات معدلات الفائدة المرتفعة إلى جذب المزيد من الاستثمار، مما يؤدي إلى ارتفاع قيمتها.
- بالإضافة إلى أن التضخم يمكن أن يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة، حيث تصبح كل وحدة نقدية أقل شراء.
- هذا بجانب أنه يمكن للحكومات التدخل في سوق الصرف من خلال شراء أو بيع العملات الأجنبية، مما يؤثر على سعرها.
- بينما يمكن لسعر الصرف أن يؤثر بشكل كبير على التجارة الدولية، حيث يؤثر على تكلفة الواردات والصادرات، بالإضافة إلى أنه يلعب دورًا مهمًا في الاستثمار الدولي والسياحة في بلد معينة.
- يتغير سعر الصرف باستمرار، وذلك بسبب العوامل المختلفة التي تؤثر عليه، ويمكن متابعة أسعار الصرف من خلال مختلف الوسائل، مثل المواقع الإلكترونية الخاصة بالبنوك المركزية أو شركات الصرافة.
اقرأ أيضًا: مميزات وعيوب تحرير سعر الصرف
تعويم الأموال
استكمالًا لمعرفة الفرق بين تحرير سعر الصرف والتعويم نشير إلى أن:
- تعويم الأموال عبارة عن نظام من خلاله يمكن تحديد سعر العملة، إذ يُترك سعر العملة للتذبذب في السوق بناءً على العرض والطلب، وبه يكون تدخل الحكومة محدود أو غير موجود.
- بهذا فإن التدخل الحكومي في الأمرين هو الاختلاف الرئيسي والفرق بين تحرير سعر الصرف والتعويم.
- بينما يوجد نوعين من التعويم ويتمثلان فيما يلي:
| التعويم الحر | نظام يسمح بتحديد سعر العملة، إذ يتم تحديده بشكل حر بناءً على العرض والطلب في السوق دون أي تدخل من الحكومة. بعبارة أخرى، لا تُحاول الحكومة دعم أو خفض قيمة العملة. من مميزات هذا النوع أنه يعكس سعر العملة في هذه الحالة القيمة الحقيقية للاقتصاد، بالإضافة إلى أنه يُحفز على الكفاءة في استخدام العملات الأجنبية، فضلًا عن تقليل خطر التدخل الحكومي، ومع هذا قد يكون سعر العملة متقلبًا بشكل كبير مما يؤدي إلى صعوبة التخطيط للمستقبل من قبل الشركات والأفراد، بالإضافة إلى أنه يؤدي إلى عدم الاستقرار الاقتصادي، ويؤثر سلبًا على الصادرات والواردات، لهذا السبب يكون التعويم الحر مناسبًا للدول ذات الاقتصادات القوية والمستقرة، كما يجب أن يكون لدى هذه الدول أسواق مالية متطورة ونظام قانوني قوي. |
| التعويم المدار | هو نظام لإدارة سعر صرف العملة يتم فيه ربط سعر صرف العملة بسلة من العملات أو بعملة رئيسية محددة مثل الدولار الأمريكي أو اليورو، مع السماح له بالتحرك صعوداً أو هبوطاً داخل نطاق محدد، أي أن الأمر يحتاج إلى تدخل من البنك المركزي، خاصةً عند الحاجة إلى التعديل مقابل العملات العالمية، إذ يتم تحديد نوع العملة بناءً على عدة مؤشرات مرتبطة بالفجوة بين العرض والطلب، بالإضافة إلى إيضاح الصورة بشأن أسعار الصرف الآنية والآجلة، وتغيرات السعر في السوق الموازية، ومن مميزات هذا النوع: المرونة، والاستقرار، بالإضافة إلى التنافسية، ولكنه نوع مكلف وقد يُعرض العملة للمضاربة من قبل المتداولين في السوق، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرارها، ومن الدول التي لجأت إلى هذا النوع من التعويم: مصر والصين والأردن والسعودية. |
اقرأ أيضًا: صرف راتبين حساب المواطن
مميزات وعيوب تحرير سعر الصرف
تعتمد تأثيرات تحرير سعر الصرف على مجموعة متنوعة من العوامل، مثل الظروف الاقتصادية للدولة ومدى تحريرها التجاري، لهذا تضع الحكومات في اعتبارها جميع التأثيرات المحتملة قبل تحرير سعر الصرف، ومن هنا تتمثل أهم مميزات تحرير سعر الصرف فيما يلي:
- يسمح تحرير سعر الصرف بتحديد سعر العملة من خلال قوى العرض والطلب، مما يؤدي إلى كفاءة أكبر في سوق العملات الأجنبية.
- كما قد يؤدي خفض قيمة العملة إلى جعل الصادرات أرخص وأكثر قدرة على المنافسة في الأسواق العالمية.
- بالإضافة إلى أنه من الأمور التي تعمل على جذب الاستثمار المباشر، خاصة إذا كانت العملة مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية.
- هذا بجانب أنه يقلل من تدخل الحكومة في السوق، مما يسمح للقطاع الخاص بتحمل المزيد من المسؤولية عن تخصيص الموارد.
اقرأ أيضًا: نموذج طلب زيادة راتب بسبب غلاء المعيشة
عيوب تحرير سعر الصرف
- من المحتمل أن يتعرض سعر الصرف لتقلبات كبيرة، الأمر الذي يؤدي إلى مخاطر كبيرة للشركات والأفراد الذين يتعاملون بالعملات الأجنبية.
- بالإضافة إلى أنه قد يؤدي إلى زيادة التضخم، خاصة إذا كانت الدولة تعتمد على الواردات بشكل كبير.
- كما يمكن أن يؤثر الأمر بشكل سلبي على اقتصاد الدولة، خاصةً في حال مواجهة صعوبة اقتصادية، الأمر الذي بدوره يؤثر على الفقراء بشكل سلبي، وهذا في حال ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل خاص.
من هذا المنطلق، فإن الفرق بين تحرير سعر الصرف والتعويم الرئيسي يرتبط بشكل وثيق بالتدخل الحكومي، وفي الحالتين فهما مصطلحين اقتصاديين يرتبطان بشكل وثيق بتحديد سعر صرف العملة من خلال قوى العرض والطلب في السوق، ويُعتقد أن كلا النظامين يؤديان إلى كفاءة أكبر في سوق العملات الأجنبية.