لماذا اخترت مهنة التعليم؟ وما مميزات تلك المهنة؟ وهل مهنة التدريس صعبة؟ فمن المعلوم أنَّ التدريس لا يقتصر على نقل المعارف وتهيئة الظروف المثلى ليتلقاها الطلاب، فالمهنة على قدر من الاتساع والشمول، بالحد الذي يجعلها خير مساهم في تحقيق النمو الشامل للمتعلمين والأجيال، على الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعرفية.
لماذا اخترت مهنة التعليم؟
عادةً من يُمارس مهنة التدريس لفترة تجعل بينه وبين التدريس شعورًا وجدانيًا، فلا يرغب في تغييرها، بل يرتبط بها ارتباطًا قويًا، وهو ما يجعل اختيارها من الأساس مبنيّ على الإيمان بمزاياها وتعلم مبادئها.
فعلى الرغم مما تحمله مهنة التدريس من ضغوطات ومجهود ذهني وبدني ومسؤولية كبيرة إلا أنها ليست مساوئ بالنسبة لمن يُحبها، فلا زالت مُصنفة باعتبارها من أكثر المهن شغفًا وأفضلية، ناهيك عن المكانة الأدبية التي تمنحها للمعلم، وربما تعزو إجابة سؤال لماذا اخترت مهنة التعليم إلى الأسباب التالية:
- الطلاب يتعلقون بمعلميهم ممن يُشكلون في حياتهم أثرًا كبيرًا، فيكون ذلك مدعاة للفخر والاعتزاز.
- كما أنَّ رؤية أي من الطلاب ناجحًا هو بمثابة نجاح للمعلم نفسه، وكأن التفوق صُنع له، وهو ما يجعل للمعلم حالة من الاستمتاع والشغف الدائم، لأنَّ مجهوداته لم تضيع هباءً.
- يُمكن أن تكون إجابة لماذا اخترت مهنة التعليم ذات صلة بأنها من بين المهن الإبداعية التي تُعزز دومًا خلق أفكار جديدة وخلَّاقة.
- لا يكون المُعلم ناقلًا للمعلومات فحسب، بل مُستقبلًا لها أيضًا، فمن خلال التعامل مع التلاميذ يكتسب الكثير من الخبرة والإلمام بالممارسات.
- عادةً ما يتم وصف المُعلم بأنه قدوة، لذا يلجأ إليه الطلاب لأخذ نصائحه والتعلم من خبراته التربوية.
- كما أنَّ مهنة التدريس فرصة لتنمية وتعزيز العلاقات الاجتماعية بصورة إيجابية، حيث تفرض على المعلم وجود علاقات مع الطلاب وزملاء المهنة.
- المعلم دومًا لا يشعر بكبر سنه، حيث إنَّ أغلب وقته يقضيه مع الطلاب الصغار، وهو ما يجعله في حالة من الشباب الدائم.
- الحياة المهنية للمعلم لا يتخللها كلل أو رتابة أو ملل، فهو عادةً ما يستقبل أحداث وتفاعل ومواقف مُستجدة، وفي حالة متابعة دائمة لطلابه ومُستوياتهم.
- من ضمن الأسباب التي يُمكن إدراجها في إجابة سؤال لماذا اخترت مهنة التعليم أنَّ المعلم هو القدوة الحسنة لطلابه، وهو ما يجعل من يختار مهنة التدريس أهلًا لذلك من خلال تقويم ذاته أولًا لأنه على دراية كاملة بأنه سيُقوِّم طلابه.
- يستعد المعلم دومًا إلى اكتساب المهارات الجديدة، حتى يكون متميزًا عن زملاء المهنة من خلال إلمامه بالأنشطة البرمجية والتعليمية وكافة المُستجدات.
- كما أنَّ المُعلم يُلقى على عاتقه تحسين شخصيته؛ لأنه مؤثرًا في حياة طلابه بشكل أو بآخر، فمن الطلاب من يُحاكي سلوك معلمه وطريقة حديثه ما إن كان محبوبًا.
- مهنة التدريس تُمثل توجيهًا للطلاب والنشء بأكمله، حيث تستهدف معرفة ميولهم واهتماماتهم وتوجيههم إلى ما فيه الصواب لهم من أجل جعلهم أكثر خبرة ومعرفة.
- كما تُعتبر من المهن التي تُساهم في بناء الإنسان بجعله أكثر وعيًا وإلمامًا بالأمور، حيث يُمكن أن تكون سببًا في التخلص من الفقر.
- المعلم هو المحور الأساسي في صناعة العقول، وهو ما يجعله مؤثرًا مباشرًا في تكوين المجتمعات على الوتيرة القويمة.
- لعلَّ السبب الأرجح في إجابة سؤال لماذا اخترت مهنة التعليم أنَّ المعلمين أشبه بالقادة في مجالهم، يحملون رسائل إنسانية سامية، وهي تأسيس الجيل القادم.
اقرأ أيضًا: راتب المعيد في الجامعة
أهمية مهنة التدريس
تُعتبر مهنة التدريس من بين أشرف المهن على الإطلاق، وهو ما يعزو إلى أهميتها التي تتجلى فيما يلي:
- المعلم من أقوى المؤثرين على نفسية التلميذ وأخلاقه، وهو ما ينعكس على المجتمع بأثره، أي أنَّ المعلمين يُساهمون في تشكيل المجتمعات ونموها.
- ناهيك عن أنّ المعلم يستمر في التجديد والابتكار، ليكون أثره على الدوام واقعًا على عقول وطباع التلاميذ، فيعمل على تهذيبهم وإنارة عقولهم، ويُوضح لهم ما خفي عنه من المعلومات، لتأهيل الأجيال الناشئة إلى بناء المجتمع ونجاحه بالصورة المثلى.
- على جانب آخر تُبنى على مهنة التدريس المهن الأخرى على غرار الطب والهندسة والمحاماة والصيدلة والمحاسبة وغيرها، فما يصل إليه أصحاب تلك المهن من نجاحات وتفوق هو نتاج لجهد المعلم في مُختلف المراحل التعليمية.
- المعلم هو مصدر الطاقة الإيجابية للطلاب فيُعينهم على إتمام عملية التعلم في مختلف المراحل الدراسية.
- لو كان العالم دون مُعلمين لكان الجهل سائدًا، حيث إنَّ التدريس أشبه بمنارة المجتمعات.
- تتجلى أهمية مهنة التدريس في إعلاء الأديان السماوية جمعاء من شأن العلم والعلماء، فيكون المُعلم رسولًا للمعرفة والثقافة، حاملًا للمسؤولية.
- يُمكن إدراج إجابة سؤال لماذا اخترت مهنة التعليم بأنَّ أهمية تلك المهنة ذات صلة بالتقليل من المُشكلات الاجتماعية الكبيرة، والتي ينتج عنها الفقر والتخلف والجهل، حيث يحد التعليم من نسبة الجرائم في المجتمعات.
اقرأ أيضًا: كم راتب مهندس بترول في أرامكو
عوامل نجاح مهنة التدريس
وفقًا لتعريف مهنة التعليم بصورتها المعاصرة وُجد أنَّ نجاح من يمتهنها وتحقيق أهدافها يكمن في عدة عوامل وهي:
- المكان المخصص للدرس.
- طرق تنشئة التلاميذ.
- زمن التدريس المتاح.
- درجة إعداد المعلم.
- أهداف التدريس المرجو تحقيقها.
- طرق التدريس المُستخدمة.
- العلاقة بين المدرسة والمنزل.
- المحيط الاجتماعي للتلاميذ.
المبادئ التي تقوم عليها مهنة التدريس
تقوم مهنة التدريس على بعض الركائز، والتي لا غنى عن توافرها في عقل وقيم كل معلم، وتأتي على النحو التالي:
- مهنة التدريس عملية إيجابية هدفها الأول إشباع رغبات وطموحات التلاميذ، دون معاقبتهم بشكل تربوي أو جسدي أو نفسي على إثر رسوبهم.
- على كل معلم أن يُطور مدارك الطلاب ومعارفهم.
- مهنة التدريس تقوم على نظريات علمية مدروسة، بحيث يتم تطوير المواد التعليمية وتحليل قدرات التلاميذ.
- التلميذ هو محور العملية التربوية والتعليمية، وليس المعلم أو المناهج.
- يجب أن يختلف أسلوب التدريس وفقًا لحالة التلميذ الإدراكية والبدنية.
- يجب أن يتم تطوير قوى الإدراك والحركة عند التلاميذ بصورة متوازنة.
- التدريس المعاصر يجب أن يقوم على تأهيل التلاميذ حاضرًا ومُستقبلًا.
اقرأ أيضًا: ماذا يعني لك النجاح الأكاديمي في الجامعة
القيم الواجب توافرها في المعلم
ثمَّة قيم جوهرية ومهارات مهنية وسلوكية تُحتم على المعلم التمتع بها حتى يصير أهلًا لمهنة التدريس، وتأتي على النحو التالي:
- إلمام المُعلم بأساليب التعليم المختلفة لاسيما الحديث منها.
- أن يستوعب المعلم قدرات الطلاب ومدى اختلافها والفروقات الفردية.
- تمتع المعلم بمهارات القدرة على إيصال المعلومة والاتصال الفعال وسرعة البديهة والتفكير الناقد.
- أن يكون على وعي تام بتخصصه ليكون جديرًا بالثقة عند تبسيط المعلومات على الطلاب بمختلف مراحلهم التعليمية.
- يكون محايدًا، فيعدل في تقييم الطلاب ويتجنب الظلم كما يمنح التقديرات لمن يستحقها.
- أن يكون المعلم مستعدًا لتحمل أعباء عملية التدريس.
- تمتع المعلم بالأخلاق السامية والصفات النبيلة ليصير مثالًا يُحتذى به أمام طلابه.
- يكون لديه حب المطالعة والتثقيف حتى يكون جاهزًا للرد على استفسارات الطلاب.
- التزام المعلم بالمواعيد والامتحانات وغيرها جزء لا يتجزأ من أساسيات المهنة.
- أن يُراعي المعلم الجانب النفسي للطلاب، ويهتم بظروفهم، حتى يتمكن من توجيههم بتربية وتعليم في آن واحد.
لا شك أنَّ إجابة سؤال لماذا اخترت مهنة التعليم لا تُسرد في كلمات قلائل، حيث يستهدف المعلم نقل المعارف المختلفة إلى عقول تلاميذه، بما يسهم في تعزيز نموه على كافة المُستويات بصورة إيجابية.